السبت , أبريل 19 2025
الرئيسية / أخبار / تمويلات ” مشروعي مستقبلي” المتوقعة الآن تنذر بحدوث كوارث في المستقبل ! / محمد الامين باباه ديداه

تمويلات ” مشروعي مستقبلي” المتوقعة الآن تنذر بحدوث كوارث في المستقبل ! / محمد الامين باباه ديداه

أعلنت وزارة التشغيل والشباب والرياضة مع مطلع العام الجاري 2020 عن مسابقة الاختيار 500 مشروع تحت مسمى ” مشروعي مستقبلي ” ، تلقى الشباب العاطل عن العمل الخبر بالترحيب والارتياح والسرور ظنا منهم بجدوائيته ، وبدأ التحضير لتلك العملية ، فأعد الكثير من العاطلين مشاريعه وطرحها ، وانتظرت النتائج الأولية لعدة شهور ، ولم تخرج حتى بداية يونيو الماضي ، وبعدها مباشرة بدأ الخوض في غمار المرحلة الثانية من التقويم ، والتي عن طريقها رسب من رسب ، ونجح من نجح ، وفور خروج نتائج تلك المرحلة تم استدعاء الناجحين على فترات متفرقة حسب كل ولاية ، بغية التكوين والتدريب بواسطة مكاتب دراسات متعاقدة مع الوزارة ، وبعد الاطلاع على حجم المبلغ المقدم ، والفترة الزمنية المحددة من طرف الدولة لاسترداد المبالغ كاملة ، فقد اتضح أن العملية برمتها – حسب مشاركين – مجرد شعار سياسي، لم يكن المقصود منها تمويل الشباب ، وإعطائهم فرصة لثنائيتي التحصيل والتشغيل ؛ بل كان الهدف منها سمعة تمويل الشباب إعلاميا بغض النظر عن الفائدة المأمولة ، والنتيجة المرجوة ، وذلك واضح من خلال المعلومات التي تحدث عنها ممثلو الوزارة بصورة عامة ، والتي يمكن إجمالها في مايلي :

أولا : عدم اعتبار المبلغ المذكور في الدراسة المقدمة للمشروع ، والتي نجح المشروع على أساسها ؛ فممثلو الوزارة يضحكون على الشباب فأي دراسة قارب مبلغها الاجمالي خمسمائة ألف أوقية جديدة ، يقولون لصاحبها بأنه عليه تقليصها ؛ لأنهم لن يقبلوا له في الدراسة المالية مبلغ أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف أوقية جديدة مهما كانت وجاهته ، وأن عليه أن يقلص مبلغه حتى يصل للمبلغ المقرر سلفا من طرف الوزارة .

ثانيا : أن فترة الإعفاء الكلي من الشروع في رد المبلغ محددة بستة شهور فقط ، والغريب في الأمر أن وكالة تشغيل الشباب رغم فسادها وزبونيتها كانت تحدد فترة الإعفاء بنفس المدة.

ثالثا : أن الملبغ يجب أن يتم دفعه كاملا قبل سنتين ؛ مما يعني أن بعد سنتين ونصف يجب أن تستلم الدولة كافة الفلوس .

وإذا نظرنا إلى هذه المعلومات يكون الأمر مهزلة بكل المقاييس ؛ إذ لو افترضنا أن صاحب المشروع تم تمويله بمبلغ ثلاثمائة وخمسون ألف أوقية جديدة كحد أقصى ، و بدأ مشروعه ، وبعد ستة شهور فقط شرع في دفع مبلغ قدره أربعة عشر ألف وخمسة مائة أوقية جديدة مقابل كل شهر ، وذلك بتقسيم المبلغ على الفترة المحددة سلفا من الوزارة ؛ فهذا المبلغ يصعب على أي مشروع جديد أن يوفره مقابل كل شهر ، إضافة لمصروفات المشروع من إيجار وعمال وكهرباء وضرائب …

ومحل الخطورة هنا يكمن في أن الشباب الذين نجحوا – رغم المنافسة الشرسة – تحاول الجهات المعنية أن تضيف لهم مشاكل على مشاكلهم بإعطائهم مبالغ لاهي تكفي لحجم المشروع ، ولاهي أعطت فترة طويلة للإعفاء ، واسترداد المبلغ كالفترات المتوقعة أصلا لمثل هذا النوع من التمويلات .

ولو أعطوهم ما طلبوا من تمويلات لمشاريهم لكان لهم الحق في تقليل فترة الاعفاء ، والدفع معا ؛ أما أن يمنعوهم من المبلغ المطلوب ، ويضغطون عليهم بعد ذلك بالدفع فذاك خطير جدا ، وبعيد كل البعد من وصف العملية بأنها قروض ميسرة .
ومادام هذا هو الحال فأخشى حدوث كارثة قد تؤدي بسجن كل المستفيدين بسبب الخسارة التي قد تترتب على عدم احترام الدراسة المقدمة من طرف طالب التمويل ، وإعطاء الوقت المناسب له تيسيرا ، إضافة لخسارة ” الصندوق الشعبي للادخار والقرض” ( كابيك) المسئول عن المبالغ المالية بوجب اتفاقه مع وزارة الشباب.

عن admin

شاهد أيضاً

نعمة العقل وحكمة الصبر

نعمة العقل وحكمة الصبر ——————– كان بوياگي، رحمه الله تعالى، رجلا عاقلا، لذا سرعان ما …