الأحد , أبريل 20 2025
الرئيسية / أخبار / رحيل…حكيم و عميد الدبلوماسية العربية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

رحيل…حكيم و عميد الدبلوماسية العربية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

لقد كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رجلا حكيما يعمل بصمت مبتسم دائما هادئ رزين عميق الفكر و السياسة رجل المصالحات و التوافقات كرس حياته للعمل على توحيد الصف العربي و بذل في ذلك جهدا و وقتا رغم صعوبة ذلك في ظل اختلاف العالم العربي و الإسلامي في سياسته و توجهه في الطرح و التعامل مع الأزمات و الصراعات التي تعصف بمعظم البلدان العربية

قمة انواكشوط

رغم مرضه وتقدمه في العمر و نصيحة الأطباء له بعدم السفر حينها كانت عزيمة الشيخ الحكيم المحب أقوي من الانصياع لتلك الملاحظات فعزم الأمير السفر من أجل لقاء أخوته في زيارة رسمية للدولة الموريتانية على متن طائرته الأميرية تعبيرا عن مدي عمق العلاقة و صلابة الموقف شارك الحكومة و الشعب الموريتاني فرحة الانتصار الدبلوماسي الكبير الذي تخلف عنه عديد الشخصيات العربية و منهم من تغيب عن القمة التي شهد لها العالم بالنجاح و حسن الإدارة و التسيير تجلى ذلك في البيان الختامي للقمة

أزمة اليمن

حرص صاحب السمو على إنهاء الصراع اليمني اليمني من خلال وساطة كويتية بأوامر أميرية منه انعقدت بالعاصمة الكويتية الكويت بحضور الحكومة اليمنية و من يمثل عن الحوثيين لم تقتصر الوساطة على الدعوة فقط بل عبر لهم عن مدى الحزن الذي يعتصره وهو يشاهد ما يحدث في اليمن
من اقتتال و حرب و إراقة للدماء مع تمنياته أن لا يموت قبل أن يرى السلام و الأمن في اليمن و في عموم البلدان العربية والإسلامية و العالم ككل ليخاطبهم في الأخير قائلا:

“أنتم لستم ضيوف هذا بلدكم لكن عليكم ان تحرصو في إحلال السلام في اليمن فالشعب اليمني يستحق الخير و السلام و يتطلع من خلال اجتماعكم هنا بالكويت بنتائج تغير حياة المواطن اليمني للأفضل”

و قد خصص فلل في القصر الأميري لتكون محل ضيافتهم كتعبير عن ضيافته و حسن استقباله للأشقاء…

فلسطين

كانت مواقف صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من القضية الفلسطينية ثابتة و هو العارف بأمور السياسة و دهاليزها المتشعبة المتقين بأن الشيء الوحيد الثابث فيها هو التغير و مع ذلك لم يغير شيئا من موقفه و دعمه للقضية الفلسطينية إلى أن وافاه الأجل المحتوم في الولايات المتحدة الآمريكية أثناء رحلته العلاجية…كلماته الحكيمة و خطاباته الرزينة الواثقة ووقوفه الثابت مع الحق و دفاعه عن المظلومين شيء تشهد له به أروقة جامعة الدول العربية و هيئة الأمم المتحدة التي رفع بها و لأول مرة علم دولة الكويت عام 1963م و كذا المجلس الأمن الدولي لتبقى ذكرياته محفورة في الذاكرة و إلى الأبد

الكويت رغم صغر حجمها و مساحتها الجغرافية إلا أن حجم كرمها و عمق بصيرة أميرها الحكيم الفذ ترأست العديد من الندوات العالمية أيام وحوده في وزارة الخارجية الكويتية لأكثر من أربعة عقود مرورا بفترة ترأسه لمجلس الوزراء و وصولا إلى جلوسه على كرسي منصب أمير البلاد عام 2006م

عرف السمو الأمير بالحلم و النباهة و حسن التدبير و قد جنب بلاده العديد من الأزمات و المشاكل التي كانت على عتبة الدخول إلى الحياة السياسية بالكويت إلا أن دهائه و حلمه و حسن إدارته لزمام الأمور جعلت منه رجل المرحلة الوطنية الكويتية و مهندس الدبلوماسية الكويتية و عميد الدبلوماسية العربية و أمير الإنساية و حكيم العرب

شهد له العديد من زعماء العالم بالنظرة الثاقبة وبالعقل السياسي الحكيم و حبه الكبير لدولته و شعبه و منطقته و عروبته كما شهدو له بالأمانة و الصدق و كثرة الصمت مع البشاشة و رحابة الصدر و الخبرة في التفاوض قليل الخصومة و الكلام كثير الحنكة و الذكاء والدهاء و هزم الخصوم

كرمته الأمم المتحدة بوسام الإنسانية و قبل ذلك احتل مكانة كبيرة في قلوب شعبه و شعوب المنطقة العربية والعالم حتي قال فيه أمين عام الأمم المتحدة السابق بانكيمون:

“الكويت أظهرت كرما استثنائيا بقيادة الشيخ صباح و مع أن دولة الكويت ذات مساحة صغيرة فإن قلبها كان أكبر من الأزمات و الفقر و الأوبئة”

بوفاة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خسرت الكويت والعالم العربي و الإسلامي و العالم ككل رجلا عظيما قدم للإنسانية جل وقته و حياته فرحمه الله و أسكنه فسيح جناته كما نعزي الشعب و الحكومة الكويتية في هذا المصاب الجلل متمنين للشيخ صاحب السمو نواف التوفيق في منصبه و إدارته للشؤون البلاد و العباد

البقاء لله

بقلم: سيد المختار محمدو ويس

عن admin

شاهد أيضاً

نعمة العقل وحكمة الصبر

نعمة العقل وحكمة الصبر ——————– كان بوياگي، رحمه الله تعالى، رجلا عاقلا، لذا سرعان ما …